السنن النفسية لتطور الأمم
غوستاف لوبون
- تاريخ
- ٣٥٬٥٠٣ كلمة
تحوز علوم السلوك الإنسانيِّ والتطوُّر الثقافيِّ والحضاريِّ جانبًا كبيرًا من اهتمام المفكِّرين وعلماء الاجتماع، وفي هذا الكتاب يطرح «غوستاف لوبون» رؤيته للأبعاد النفسيَّة لتطوُّر المجتمعات. ويُوضِّح المؤلِّف عبر دراسة مُتأنِّية أنَّ لكل عرق سماتٍ نفسيَّةً ثابتةً ثبات الصفات البيولوجيَّة، حيث يرث الأفراد المِزاج النفسيَّ لأسلافهم، ويظهر أثر تلك المِزاجات جليًّا في التكوين الحضاريِّ للأمَّة ككل، فاعتمال الأفكار والمبادئ والمعتقدات المتوارثة في الوجدان الجمعيِّ لأمَّةٍ ما، يفرز أنماطًا مختلفة من النظم والفنون التي تطبع بدورها المظهر الحضاريَّ الخارجيَّ لتلك الأمَّة بروحٍ خاصَّة تميُّزها عن غيرها، وتزداد متانة تلك الروح عبر الزمن، حتى تبلغ درجةً عاليةً من العمق والتعقيد، فيتعذَّر تناقلها بين أمَّة وأخرى، وكذا يكون من الصعوبة بمكان فَصْمُها أو تغييرها تغييرًا جِذريًّا، فيما يكون انحلال روح الأمَّة نذيرًا بانحطاطها وتدهورها.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر أصل هذا الكتاب باللغة الفرنسية عام ١٨٩٤.
- صدرت هذه الترجمة عام ١٩٥٠.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٢.
محتوى الكتاب
- مقدمة المترجم
- مقدمة المؤلف في الطبعة الثانية عشرة
- المقدمة
- الباب الأول: صفات العروق النفسية
- روح العروق
- حدود تغيُّر أخلاق العروق
- نظام مراتب العروق النفسي
- تفاوت الأفراد والعروق التدريجي
- تكوين العروق التاريخية
- الباب الثاني: كيف تتجلى الأخلاق النفسية للعروق في مختلف عناصر الحضارات
- عناصر الحضارة مظهر خارجي لروح الأمة
- كيف تتحول النُّظُم والديانات واللغات
- كيف تتحول الفنون
- الباب الثالث: اشتقاق تاريخ الأمم من أخلاقها
- كيف تُشتق النظم من روح الأمة
- تطبيق المبادئ السابقة على البحث المقارن في تطور الولايات المتحدة بأمريكة والجمهوريات الإسبانية الأمريكية
- كيف يؤدي تغيير روح العروق إلى تغيير تطور الأمم التاريخي
- الباب الرابع: كيف تتغير أخلاق العروق النفسية
- شأن الأفكار في حياة الأمم
- شأن المعتقدات الدينية في تطور الحضارات
- شأن عظماء الرجال في تاريخ الأمم
- الباب الخامس: انحلال أخلاق العروق وانحطاطها
- كيف تذوي الحضارات وتنطفئ
- خلاصات عامة
محتوى الكتاب
عن المؤلف
غوستاف لوبون: يُعد الطبيب والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون واحدًا من أشهر المؤرخين الأجانب الذين اهتموا بدراسة الحضارات الشرقية والعربية والإسلامية.
ولد في مقاطعة نوجيه لوروترو، بفرنسا عام ١٨٤١م. درس الطب، وقام بجولة في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا. اهتم بالطب النفسي وأنتج فيه مجموعة من الأبحاث المؤثرة عن سلوك الجماعة، والثقافة الشعبية، ووسائل التأثير في الجموع، مما جعل من أبحاثه مرجعًا أساسيًّا في علم النفس، ولدى الباحثين في وسائل الإعلام في النصف الأول من القرن العشرين.
وقد أسهم في الجدل الدائر حول المادة والطاقة، وألف كتابه «تطور المواد» الذي حظي بشعبية كبيرة في فرنسا. وحقق نجاحًا كبيرًا مع كتابه «سيكولوجية الجماهير»، ما منحه سمعة جيدة في الأوساط العلمية، اكتملت مع كتابه الأكثر مبيعًا «الجماهير: دراسة في العقل الجمعي»، وجعل صالونه من أشهر الصالونات الثقافية التي تقام أسبوعيًّا، لتحضره شخصيات المجتمع المرموقة مثل: «بول فالري»، و«هنري برغسون»، و«هنري بوانكاريه».
عُرف بأنه أحد أشهر فلاسفة الغرب الذين أنصفوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية، فلم يَسِر على نهج مؤرخي أوروبا الذين صار من تقاليدهم إنكار فضل الإسلام على العالم الغربي. لكن لوبون الذي ارتحل في العالم الإسلامي وله فيه مباحث اجتماعية، أقرَّ أن المسلمين هم مَن مدَّنوا أوروبا، فرأى أن يبعث عصر العرب الذهبي من مرقده، وأن يُبديه للعالم في صورته الحقيقية؛ فألف عام ١٨٨٤م كتاب «حضارة العرب» جامعًا لعناصر الحضارة العربية وتأثيرها في العالم، وبحث في أسباب عظمتها وانحطاطها وقدمها للعالم تقديم المدين الذي يدين بالفضل للدائن. توفي في ولاية مارنيه لاكوكيه، بفرنسا ١٩٣١م.