رابعًا: الترجمة الحرفية والترجمة المعنوية
(١) الترجمة ترجمتان
(٢) جدل اللفظ والمعنى
(٣) الترجمة والاغتراب الثقافي
هناك فرق بين الترجمة الحرفية والترجمة المعنوية؛ فالترجمة الحرفية فهمها نقل ثقافة الآخر إلى الأنا، والترويج لثقافة الآخر وطمس معالم الأنا، ولاء الأولى للآخر من أجل الهيمنة الثقافية نقلًا، وولاء الثانية للأنا من أجل الإبداع الذاتي. الترجمة الأولى من الآخر إلى الأنا نقلًا، بينما الثانية من الأنا إلى الآخر إبداعًا. مهمة الأولى استيعاب الأنا في الآخر، بينما مهمة الثانية استيعاب الآخر في الأنا. في الأولى الأنا منغلقٌ على ذاته ناقلٌ لغيره، وفي الثانية الأنا منفتحٌ على غيره محتويًا للآخر ومعارفه، حتى يقضي على البؤر الثقافية الوافدة التي تُسبِّب ازدواجية الثقافة، والقضاء على الوحدة الثقافية للأمة، والسؤال هو: هل الترجمة الحرفية أقدم من الترجمة المعنوية؛ لأن المصطلحات لم تستقرَّ بعد أم لأنها نقص في براعة المترجم؟ قد تكون الترجمة الحرفية أقدم من الترجمة المعنوية وسبب وجودها، ولكن السؤال الأهم هو: هل الترجمة الحرفية سببها أنها تمَّت عن اليونانية مباشرة، وبالتالي لم تتحول إلى معنًى في السريانية، أم أنها تمت عن السريانية أولًا، فتحولَت إلى لفظٍ متوسط، فكان احتمال الخطأ مرتَين: مرة في الترجمة من اليونانية إلى السريانية، ومرةً في الترجمة من السريانية إلى العربية؟