مدى فتوح الهكسوس في مصر
ولدينا براهين معاصرة قد توضح لنا ذلك، ففي نهاية الأسرة السابعة عشرة نشاهد أن الملك «سقنن رع» الشجاع، كان يحكم في «طيبة» تحت نفوذ ملك الهكسوس كما أشرنا إلى ذلك فيما سبق، ولكن من جهة أخرى ليس لدينا براهين فاصلة عن هذا النوع من الحكم في بداية عهد الهكسوس والعصر الذي جاء بعده، وليس في استطاعتنا أن نجزم بأن الهكسوس كانوا يسيطرون على الإقليم الذي فيه «طيبة»، أو الإقليم الذي في جنوبها، إلى أن تصل إلينا معلومات تؤكِّد ذلك، وكل ما يمكن زعمه في هذا الصدد هو أن بلاد الجنوب كانت تدفع جزية فادحة للهكسوس أصحاب السيادة في الدلتا، وقد بقيت الحال كذلك حتى ملَّ أهل الصعيد دفع الجزية، وأخذت قوتهم تزداد تدريجًا حتى انتهى بهم الأمر إلى أن هبوا في وجه الغزاة وهزموهم، وأخرجوهم من ديارهم أَذِلاء مشردين.