ديوان إسماعيل صبري

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

رسالة

أَيْنَ الْحَبِيبُ الَّذِي قَدْ بَاتَ يَشْغَلُنِي
فِرَاقُهُ عن صَفَائي بَيْنَ خِلَّانِي
أَيْنَ الْحَبِيبُ الَّذِي نَفْسِي لهُ هِبَةٌ
وَحُبُّهُ قد غَدَا (صَبْرِي) به هَاني
أَيْنَ الْحَبِيبُ الَّذِي (صبري) به دَنِفٌ
قَرِيحُ جَفْنٍ أَسِيرٌ مُغْرَمٌ عَاني
أَيْنَ الْحَبِيبُ الَّذِي عِنْدِي لَهُ شَغَفٌ
وكيف عني نَأَى أو زاد أَحْزَاني
أَيْنَ الْحَبِيبُ (حُسَيْنٌ) أَيْنَ طَلْعَتُهُ
يا ديبُ مَهْلًا فَمُرُّ الصَّبْرِ أَضْنَاني!
أَيْنَ الْحَبِيبُ (حُسَيْنٌ) أَيْنَ بَهْجَتُهُ
إِني أَخَافُ غدًا إِذْ رُبَّ يَنْسَاني!
عنِّي نَأَيْتَ وخَلَّيْتَ الدِّيَارَ أَلَا
تَرْثى لحالي فهذا النَّوْمُ جَافَاني؟
فَارَقْتُكُمْ وَبِوُدِّي لا أُفارِقُكُمْ
يا خيرَ من أَرْتَجِيهِ يَوْمَ سُلوَاني
فَارَقْتُمُو مِصْرَ تَصْبُو يَوْمَ أَوْبتِكُمْ
وَالدَّمع يَجْرِي غَزِيرًا ملءَ أَجْفَاني
قُمْتُمْ عَلَى عَجَلٍ وَالقَلْبُ في وَجَلٍ
وَالدَّمْعُ مُسْتَرْسِلٌ يا خَيْرَ إِخْوَاني
صبرًا على أَلِفٍ قَدْ بَاتَ يَنْشدُكُمْ
يا ديبُ في روضِ أُنْسٍ بَيْنَ أَغْصَانِ
سَافَرْتَ في سَاعَةٍ قد كنتُ أَرْقُبُهَا
وكنتُ أَرْجُو وَدَاعًا دَمْعُهُ دَاني
لكنْ أَرَادَ زَمَانُ الظُّلْمِ يَمْنَعنِي
قهرًا فكدَّرَ عَيْشِي ثُمَّ أَعْيَاني
يا ديبُ سَافَرْتُمُو وَالقَلْبُ في أَلَمٍ
من الفِرَاقِ وَأَنْتُمْ خَيْرُ نُدْمَاني