انتشار الدين
ولكن لا يُستنتَج من هذا كون الدين الذي يؤتَى به من بلد بعيد جدًّا، مختلف إلى الغاية إقليمًا وقوانين وطبائع وأوضاعًا، يُكتب له من النجاح ما توجبه قدسيته، ويصح هذا في الإمبراطوريات المستبدة العظيمة على الخصوص، والأجانب هم أول من يُتسَامَح معهم لأنه لا يُنتبه إلى ما لا يلوح أنه يؤذي سلطان الأمير، فهنالك يُجهل كل شيء جهلًا تامًّا، ويمكن الأوربي أن يصبح مستحبًّا بما ينال من المعارف، ويكون هذا حسنًا في البُداءات، ولكنه إذا ما نِيل بعض الفوز ووقع نزاع، وأُنذر مَن يمكن أن يكون له بعض المصالح، كهذه الدولة التي تستلزم بعض السكون عن طبيعة والتي يمكن أقل اضطراب أن يقلبها، طُورِد الدين الجديد ومن يُبشرون به في بدء الأمر، وبما أن المنازعات بين من يُبشرون تظهر بغتة فإنه يؤخذ في الاشمئزاز من دين لا اتفاق حتى بين مَن يعرضونه.