الفدَّاديَّات
ويجب أن تُفتح القوانين السالية والرِّيپاوية ليُرَى أن الرومان عادوا لا يعيشون فدَّادين لدى الفرنج أكثر مما عند فاتحي الغول الآخرين.
وأَعْوَزت الكونت دُوبُوﻟَﻨْﭭِﻴﻠﻴﻪ نقطة منهاجه الرئيسة، فهو لم يُثبِت سَنَّ الفرنج نظامًا عامًّا يضع الرومان في نوع من الفدَّادية.
وبما أن كتابه وضع خِلوًا من كل فن، وبما أنه تكلَّم فيه بما اتصفت به طبقة الأشراف القديمة، التي ظهر منها، من تلك البساطة والصراحة وسلامة الطوية، فإن جميع الناس يستطيعون أن يُبصروا الأمور الجميلة التي قالها والأغاليظ التي سقط فيها، وهكذا فإنني لا أتعمَّق فيه مطلقًا، وإنما أقول إنه كان أكثر لَقَانةً منه نورًا، وأكثرَ نورًا منه معرفة، غير أن هذه المعرفة لم تكن هزيلةً قط؛ وذلك لأنه كان حسن الاطلاع على عظائم الأمور من تاريخنا وقوانيننا.
ولكل من الكونت دُوبُوﻟَﻨْﭭِﻴﻠﻴﻪ والشمَّاس دوبوس منهاج، فيلوح أحدهما مكيدة ضد الطبقة الثالثة، ويلوح الآخر مكيدة ضد طبقة الأشراف، ولما قدَّمت الشمس عرَبَتَها إلى فايْتُون ليسوقها قالت له: «إذا ما صعدت عاليًا كثيرًا حرقت المسكن السماوي، وإذا هبطتَ نازلًا كثيرًا حوَّلتَ الأرض إلى رماد، ولا تذهب ذات اليمين كثيرًا خشية أن تسقط في برج الحية، ولا تذهب ذات الشمال كثيرًا خشية أن تسير إلى برج الهيكل، فأمسك نفسك بين الاثنين.»