ثامنًا: الفلسفة والعلوم الإنسانية
كما تموت الفلسفة إذا ما تحولت إلى مباحث نظرية خالصة أو إلى علوم رياضية صورية كما هو الحال في المنطق الرياضي الحديث أو في مدارس تحليل اللغة. فالصورية لا حياة فيها ولا دم ولا لحم ولا عظم، ولا صراع ولا مواقف ولا تناقض أو اشتباه. تلغي الفردية وتتنكَّر للخصوصية ولا تبحث إلا عن العموم والشمول. بل إن المفاهيم الرياضية ذاتها لها أسسها النفسية في الشعور، والتجريد ذاته ما هو إلا ظاهر يكشف عن مضامين شعورية. تموت الفلسفة إذا ما كانت بحثًا نظريًّا مجردًا عن «الخالص» و«النظري» و«الحقيقي». فذلك لا وجود له إلَّا بعد تجريد العقل للموضوع. وهنا تعيش الفلسفة على ذاتها وتصبح الذات والموضوع في آنٍ واحدٍ.
J. Campell: The Maskes of God, primitive mythology, New York, 1969.
H. Hanafi: Théologie ou Anthropologie. la Rennaissance du Monde Arabe, Duclot, Belgium, 1972.
C. Tresmontant: La métaphysique du Christianisme, Seuil, Paris, 1961.