تآليف أخرى
(١) في مجال المسرح
«رواية عجائب القدر» وهي الرواية التي سيجري تشخيصها مساء غد الأربعاء في تياترو الأوبرا الخديوي، عَلَى ذمة الجمعيتين الخيريتين لطائفتي الأقباط الأرثوذكس والروم الكثوليك. وستكون — بحوله تعالى — في غاية الإتقان، تمتاز عَلَى سواها بمزايا حسان. إذ لا يخفى أن لمنشئها — حضرة وهبي بك ناظر مدرسة الأقباط بحارة السقائين — اليد الطولى في فن التشخيص. وهو صاحب روايتي «بطرس الأكبر» و«يوسف الصديق» وغيرهما. فنستنهض الهمم إلى الاشتراك في هذه الليلة، لِيَرَوْا من المناظر الجميلة والمحاسن الجليلة، ما لا يخرج عن الأصل، بل يوافق الذوق التاريخي في كلِّ فَصْل. والأوراق تُباع عَلَى باب التياترو بالأسعار الآتية: ١٠ فرنك كرسي فوتيل، ٦ فرنك كرسي أستال، ٢ فرنك أعلا التياترو. أمَّا اللوجات فقد صار توزيعها عن آخرها وتكرر طلبها فعزَّ وجودها.
وهذا الإعلان يوضِّح لنا عدة أمور مهمة، منها أن مسرحية «تليماك» لم تُمثَّل في التاريخ الذي ذكره مؤلِّفها، بل مُثِّلَتْ قبله بأسبوع تقريبًا. وعندما مُثِّلت تم تغيير اسمها من تليماك إلى «عجائب القدر»! وذلك لحث المشاهد عَلَى رؤية مسرحية جديدة بعنوان جديد، حتى لا يظنُّ أنه سيرى مسرحية «تليماك» الشهيرة، التي مثَّلَتْها كافة الفرق، وهذا أسلوب كان متَّبعًا في لك الوقت. والدليل عَلَى أن تليماك تادرس وهبي هي مسرحية عجائب القدر، أن الإعلان أشار إلى اسم مسرحيتيه السابقتين «يوسف الصديق وبطرس الأكبر»، والمعروف أن تادرس وهبي لم يكتب إلا ثلاث مسرحيات فقط. وأخيرًا نجد الإعلان يُثْبِت أن المسرحية مُثِّلت من قِبَل جمعيتين خيريتين، لا من قِبَل جمعية المساعي الخيرية وحدها.